و هذا ما أنشده الشاعر: أبو سعد السوری بمناسبة عفة هذه الفتاة التی کانت ملحة بحفظ حجابها و لو من تحت الأنقاض:
أدمَـتْ فـؤادی بنتُ جوبر عندما صـاحت تَئنّ وبالدماء مُخضَّبة :
عـمّاه مـهلًا لاتـصوِّر حـالتی فـأنـا فـتاةٌ بـالعفاف مـهذَّبة
هَـتَکَ الـعدوُّ سـتارنا فی غدره فـغدوت (یـاعمّاه )غـیر محجبة
هـاتوا الحجاب إذا أردتم صورتی أو فـاترکونی فـی الرّکام مُعذَّبة
الـموت أهـون أن یرانی خالقی فـی حـالةٍ تـبدو کحال المُذنبة
صـوِّرْ -إذا شئت- الدّمارَ بمنزلی فـمشاهد الإجـرام تـبدو مرعبة
صـوِّرْ بـقایا مـن زوایـا لهْوِنا صـوِّرْ مـراجیحا إلـیَّ مُـحبّبة
وانـظر لـعین الـبائسین بـحَیِّنا هـل یـاتراها لاتـزال مصبّبة ؟!
صــوِّر یـنابیع الـدماء لـعلّها تجری وتسری فی العروق المُجدبة
صـوِّرْ عـراةَ الـفکر فی أوطاننا واکـشف نفوساً فی الخنا متقلّبة
صوّرْ رؤوس العُرْب وافضح شأنها فـقد اخـتفت کـنعامةٍ بـالأتربة
صـوِّر وصَـوِّر ماتشاء لفضحهم أمَّـا أنـا .. یاعم (لست محجبة)